الجذور التاريخية لبلاد المغرب: جدليّة السلطة والمجتمع والمجال (خلال القرنين الأول والثاني الهجري/ السابع والثامن الميلادي)

الجذور التاريخية لبلاد المغرب: جدليّة السلطة والمجتمع والمجال (خلال القرنين الأول والثاني الهجري/ السابع والثامن الميلادي)

لم يكن من الهيّن دراسة هذه الحقبة، نظرا إلى تعدّد البحوث، وإلى تشعّب الإشكاليات المطروحة، مقابل ندرة الوثائق وتأخّر المستندات التّاريخيّة التي تخرجنا عن المألوف، وتساعد على إضاءة منعطفات الحقيقة المنشودة.

اصطدمنا بالاختلافات الحاصلة بين المصادر، وصعوبة التّوفيق بينها، كلّما حاولنا تدقيق بعض المسائل. وقد حرصنا على الاطّلاع على ما أمكن من هذه الدّراسات التي نشرت في شتّى البلدان العربيّة والغربيّة.

ودفع بنا النظر في مظانّ المصادر ومراجعة الدّراسات الحديثة إلى إنارة بعض الجوانب من الواقع التّاريخي، على أمل الظّفر ببعض ما ننشد الوصول إليه من معرفة سمتها الأساسيّة الموضوعيّة.

وتعدّدت المسوّغات الدّاعية للكتابة في هذا الموضوع، وأهمّها تسليط الضوء على تطوّر بلاد المغرب خلال هذه الحقبة المفصليّة في التاريخ، خصوصا أنّ هناك نزعة للعودة إلى الحقبة الأولى من التاريخ الإسلامي، التي أصبحت تسترعي اهتمام الدّارسين العرب والأجانب، سعيا لإنارة الحقبة الانتقاليّة بين التاريخين القديم والوسيط ودراسة قضايا التّواصل والتّأثيرات والأسلمة، فصدرت من حين إلى آخر مصنّفات ومقالات عن هذه الفترة الموسومة في الاستشراق الأنڤلو-سكسوني بالحقبة التّأسيسيّة. إلاّ أنّ جوانب غامضة لم يخض فيها الباحثون أو أنّه وقع تناولها باقتضاب أو بكيفيّة تقتصر على التّوصيف ولا تغوص في كنه الحقائق، أو بأقلام مكبّلة تنحاز لرأي دون غيره، وأحيانا تجترّ أطروحات تقليديّة أو أنّها تنطلق من الواقع لتجد ما يبرّره في الماضي، دون النّظر في الزّوايا المختلفة له. وليس غرضنا من هذا التّأليف النّظر في الآراء السّابقة فحسب، إنّما هو السّعي إلى معالجة هادئة لتاريخ هذه البلاد، بعيدا عن كلّ المطبّات التقليديّة أو الحديثة، العربيّة منها والأجنبيّة.

وممّا يبرّر العودة من جديد إلى هذه الحقبة التّأسيسيّة لنفض الغبار عنها، المستجدّات الطّارئة في البلاد العربيّة عموما وبلاد المغرب خصوصا. فقد أعيد طرح جذور نشأة بلاد المغرب، وخصوصيّاته الثّقافيّة السّنين الأخيرة، نتيجة ما حصل في بعض البلدان من تغييرات مسّت مختلف جوانب الحياة.

وقد اخترنا بلاد المغرب قاطبة إطارا مجاليّا، نظرا إلى وحدة تاريخ الأقاليم المكوّنة للمغرب وتحاشيا للسّقوط في المقاربة التي تسعى إلى التركيز على إقليم دون آخر، أو لا ترى في هذا التّاريخ سوى مواجهة بين طرفين عرقيين أو مذهبيين.

ممّا دعانا إلى تصنيف كتاب يسعى إلى التعبير عن رؤية مستقلّة، مراوحا بين الدقّة والتّبسيط، وآخذا بعين الاعتبار التّفسيرات المتباينة، لتنسيب الحقيقة التّاريخيّة. وهو يطمح لتشريح قضايا تخامر الإنسان في بلاد المغرب: من نحن؟ كيف حصل الانتقال من الحضارة اللاتينيّة المسيحيّة إلى العربيّة الإسلاميّة؟ ما هو الدور السياسي والاجتماعي لمختلف المجموعات البشريّة المتواجدة بالبلاد؟ هل تمكّنت هذه المجموعات والجماعات من إنشاء كيان سياسي واجتماعي موحّد؟ وأخيرا، ما هي مدى أهمّية هذا الماضي التاريخي في حاضرنا؟

وإذ سعينا إلى تمهيد الدّروب المظلمة، إيمانا منّا بأنّ الحقيقة التّاريخيّة غاية صعبة المرام، نحرص على أن نكون بهذا العمل قد أسهمنا في طرح جوانب من القضايا الرئيسة خلال هذه أو الحديثة، العربيّة منها والأجنبيّة.

وممّا يبرّر العودة من جديد إلى هذه الحقبة التّأسيسيّة لنفض الغبار عنها، المستجدّات الطّارئة في البلاد العربيّة عموما وبلاد المغرب خصوصا. فقد أعيد طرح جذور نشأة بلاد المغرب، وخصوصيّاته الثّقافيّة السّنين الأخيرة، نتيجة ما حصل في بعض البلدان من تغييرات مسّت مختلف جوانب الحياة.

وقد اخترنا بلاد المغرب قاطبة إطارا مجاليا، نظرا إلى وحدة تاريخ الأقاليم المكوّنة للمغرب وتحاشيا للسّقوط في المقاربة التي تسعى إلى التركيز على إقليم دون آخر، أو لا ترى في هذا التّاريخ سوى مواجهة بين طرفين عرقيين أو مذهبيين.

ممّا دعانا إلى تصنيف كتاب يسعى إلى التعبير عن رؤية مستقلّة، مراوحا بين الدقّة والتّبسيط، وآخذا بعين الاعتبار التّفسيرات المتباينة، لتنسيب الحقيقة التّاريخيّة. وهو يطمح لتشريح قضايا تخامر الإنسان في بلاد المغرب: من نحن؟ كيف حصل الانتقال من الحضارة اللاتينيّة المسيحيّة إلى العربيّة الإسلاميّة؟ ما هو الدور السياسي والاجتماعي لمختلف المجموعات البشريّة المتواجدة بالبلاد؟ هل تمكّنت هذه المجموعات والجماعات من إنشاء كيان سياسي واجتماعي موحّد؟ وأخيرا، ما هي مدى أهمّية هذا الماضي التاريخي في حاضرنا؟

وإذ سعينا إلى تمهيد الدّروب المظلمة، إيمانا منّا بأنّ الحقيقة التّاريخيّة غاية صعبة المرام، نحرص على أن نكون بهذا العمل قد أسهمنا في

طرح جوانب من القضايا الرئيسة خلال هذه الحقبة التّأسيسيّة.   

 

كل التعليقات

اترك تعليقا

التوصيل مؤمن

التوصيل مؤمن مع شركة أرامكس

الإرجاع المجاني

الإرجاع مجاني في حالة خلل بالكتاب في غضون 30 يوم

التسليم داخل تونس

مواعيد التسليم : من 24 إلى 48 ساعة

التسليم خارج تونس

مواعيد التسليم : أسبوع كأقصى تقدير