المدرسة الصوفية التونسية: مقومات المنهج الصوفي عند الشيخ محمد المدني (1306هـ / 1379هـ - 1888م / 1959م)
الرقم المرجعي : 9789938600049
- Write a review
المرجعيّات والغايات
أطوار السّير
التّأويل والتّحقيق
وإذا كان الشهود غاية التصوف، والشهود في حقيقته ضرب من المعرفة اللدنية، فيكون المشاهد في هذا المقام عارفا وليس عالما، وهو ما تقرر عند جمهور الصوفية، من التفريق بين العارف والعالم، إذ التصوف ينتهي إلى المعرفة (أو العرفان) وبهذا تكون المعرفة وهبية، لدنية، بينما العلم كسبي تحصيلي، وقد سمى الغزالي [ت 505 ه/ 1111 م] «المعرفة» «حكمة» باعتبار شرفها المطلق لأن موضوعها وغرضها، هو الله، يقول الغزالي: «من عرف جميع الأشياء ولم يعرف الله عز وجل، لم يستحق أن يسمى حكيما، لأنه لم يعرف أجل الأشياء وأفضلها، والحكمة أجل العلوم، وجلالة العلم بقدر جلالة المعلوم، ولا أجل من الله عز وجل، ومن عرف الله تعالى فهو حكيم وإن كان ضعيف الفطنة في سائر العلوم الرسمية».
ومن هنا، جاء تفضيل أحمد بن عجيبة العارفين بالله (الصوفية) على العارفين بأحكام الله (العلماء، الفقهاء) حيث يقول: «بل العارفون بالله أفضل من أهل الأصول والفروع، إن للتصوف منزلة تفوق منزلة علم الكلام وأصول الفقه والفقه جميعا... لأن العلم، َ يشرف بشرف المعلوم وثمراته...». وهذا عين ما أكده الشيخ محمد المدني، وهو أن العارف بالله هو العارف الحقيقي، وما سواه عالم بأحكام الله، فهو يقول: «والعارف بغاية التصوف ونهايته، هو العارف بالله على التحقيق، الشارب من عين التوحيد المستغرق في بحار العظمة والتفريد، فهو العارف بالله، ومن سواه عالم بأحكام الله».
البيانات
- عدد الصفحات
- 176
- الحجم
- 15.5*23.5
- الوزن
- 0.284 كغ
- سنة النشر
- 2019
- دار النشر
- مجمع الأطرش للكتاب المختص
قد يعجبك ايضا
التوصيل مؤمن مع شركة أرامكس
الإرجاع مجاني في حالة خلل بالكتاب في غضون 30 يوم
مواعيد التسليم : من 24 إلى 48 ساعة
مواعيد التسليم : أسبوع كأقصى تقدير