ديوان خطب الأستاذ الكبير الشيخ سالم بوحاجب: المفتي المالكي

...«أصبح نُبغاء المتخرّجین عنه لا یدخلون تحت حصرٍ، وإن شئتَ فهم جمیع المذكورین من أهل العلم إلى مُنتهى النصف الأوّل من هذا القرن؛ فما منه مإلاّ أخذ عنه مُباشرة أو بواسطة؛ وبذلك حمل حقًا في حیاته لقبَ شیخ الشیوخ... .»

هكذا أوجز العلاّمة طیّب الذكر محمد الفاضل ابن عاشور تعریفه بالمصلح الكبیر المُفتي المالكيسالم بوحاجب؛ وهذا دیوان خُطبِه... الأثرُ الوحید المطبوع بصفة مستقلّة، كما بیَّنه الدكتور محمد بوزغیبة في تصدیره له؛ وقد تضمّن ستّین خُطبةً بل لِنَقُلْ ستّین عِقدًا من جواهرَ مُختارةٍ بعنایة خبیر أمسك بناصیة اللّغة فطوّعها سجْعًا لِتَنْفُذَ كلماتُه عمیقًا في أذهان العامّة والخاصة، مُتناولاً من خلالها قضایا جوهریّة من مثل: «التوحید، والبدع، والسلوك، والعمل، والآخرة...» تستهدفُ إصلاح النفس في المقام الأوّل إصلاحًا یتأسس علیه تغییر الواقع في شتّى جامع «قدماء وأحبّاء» جوانبه حیثُ «لاَ یُغَیِّرُ اللهُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى یُغَیِّرُوا مَا بِأَنْفُسهِمْ»؛ وإنّ جمعیّة الزیتونة لَعَلَى غایة الشرف والاعتزاز بتقدیم هذا الأثر المبارك كباكورة أولى... مرفوعًا بكلِّ محبّة على كاهل من نَذَروا أنفسهم بكلِّ إخلاص لِخدمة العلوم الشرعیّة والحفاظ على مقالة أجدادهم فیها، وهي إذ تفعل ذلك فإنّها ترجو منأهالینا المزید من الإحاطة والدّعم لغایة بلوغ الأهداف التي رسمتها في الحفاظ على التراث الزیتوني الأصیل والعمل على إعادة الروح للرسالة العلمیّة للجامع الأعظم المعمور وفاءً لآبائنا الروحیّین وخدمةً لِدینِ الفطرة.