مباحث في الفقه المقارن

هل يمكن أن يستوعب الفقه بسياجه المذهبي وآلياته المنهجيّة قضايا العصر، ويقدر على الاستجابة لحاجة أهل زماننا؟ وهل الاجتهاد في حدود المدوّنة القديمة وفي إطار أصوله ومناهجه يمكّنه من النهوض بوظيفته في مجال التّشريع أم إنّ التطوّرات الاجتماعيّة والتحوّلات التاريخية تحتّم الانخراط ضمن مباحث منسجمة مع مستجدّات الواقع ومشكلاته الجديدة؟

تعدّ هذه الأسئلة وغيرها من بين الدواعي التي برّرت توجيه الاهتمام إلى الفقه المقارن. ويظهر أنّ مجال هذا الفقه آخذ في التشّكل تدريجيّا، وسيأتي الوقت الّذي يستوي فيه علما قسيما لعلم الاختلاف، يهتمّ رأسا بدراسة القضايا المعاصرة الّتي لم يسبق أن نظر فيها الفقه القديم أو نظر فيها، ولكن طرأ جديد اقتضى التفاعل معها والتّصديّ لإيجاد الأجوبة المناسبة لها.

سيعمل الكتاب على معالجة مسائل متعلّقة بالفقه المقارن موضوعا ومنهجا، ويتولى في الإطار نفسه الإجابة عن الأسئلة المرتبطة بتدريس مواد تعليمية في هذا الاختصاص، على غرار:

-لماذا ندرّس الفقه المقارن؟

-ماذا ندرّس في الفقه المقارن؟

-كيف ندرّس الفقه المقارن؟