حينما اكتشفنا إصابة «عمر» بالتوحد ، أصابني الهلع ، وتمنيت مغادرة هذا العالم؛ حتى لا أراه يكبر أمامي بذلك المرض الغامض الذي لم يجد له الأطباء علاجا. ثم عشت عشر سنوات أقرأ في التوحد حتى ملأني اليأس من شفائه. لكنني مع الوقت، ومع مراقبة تصرفات عمر الراقية، وهوسه الشديد بالنظام والعدل والأناقة والصدق وعذوبة السلوك ؛ بدأت في تعديل وضع المنظار فوق عيني، والنظر إلى «عمر» من زاوية أخرى، غير زاوية المرض التي وضعنا الأطباء فيها.
اكتشفت، فجأة، أن ابني «مصاب بالجمال»، إن كان ثمة مرض اسمه : الجمال! هل هناك أبدع وأرقى وأجمل من كائن عادل، صادق، منظم، غير : أناني، قليل الكلام، غير مجامل ، إلى أقصى الحدود ؟! واكتشفت وجاهة وجهة نظر زوجي المثقف حين قال: («عمر» مش مريض .. ابننا «مختلف»، وعلينا احترام اختلافه. هو يرى العالم من منظوره الخاص، وعلينا احترام عالمه الجميل ، بدلا من محاولة سحبه إلى عالمنا ) .
أحمد عكاشة
ر1
6 عناصر

البيانات

عدد الصفحات
334
الحجم
13.5*19.5
الوزن
0.292 كغ
دار النشر
الشركة العربية الحديثة

قد يعجبك ايضا

مختارات من الكتب ضمن مركز الاهتمام المطلوب
التوصيل مؤمن

التوصيل مؤمن مع شركة أرامكس

الإرجاع المجاني

الإرجاع مجاني في حالة خلل بالكتاب في غضون 30 يوم

التسليم داخل تونس

مواعيد التسليم : من 24 إلى 48 ساعة

التسليم خارج تونس

مواعيد التسليم : أسبوع كأقصى تقدير