لقد أشكل الإنسان على الإنسان"، هكذا عبر التوحيدي عن حيرته أمام سؤال الإنسان عن ذاته وحقيقته منتميا في الوقت نفسه إلى الإرث السقراطي، الذي أعلن منذ البدء عن ضرورة جعل سؤال الإنسان السؤال الأول في التفكير الفلسفي. وإذا أخبرنا تاريخ الفلسفة عن التصورات المتعددة التي قدمها الفلاسفة بمختلف انتماءاتهم وزمانهم فإن الثابت أن هذا السؤال بقي قائما ولا يزال كذلك مؤكدا وعلى نحو فعلي أن الإنسان قد أشكل حقا على الإنسان.

في هذا السياق، يتنزل البحث الذي أقدم عليه الأستاذ زهير المدنيني والذي انتخب له العنوان التالي: إنية الإنساني ومنزلة الآخر. والواضح أن اختيار الباحث لهذا العنوان يعبر عن تصوّر مخصوص للمسألة. إنه البحث عن إنية الإنساني. أي النظر إلى ما به يتعين الإنسان وما به يتأكد وجوده. فالفلاسفة، وإن جعلوا من الإنسان مبحثهم الأهم، فإن تناولهم له قد يأخذ في بعض الأحيان توجها خاصا لا يفي بحق المسألة ولا يستوفيها. لذلك فإن النظر إلى سؤال الإنسان من جهة الإنية يعطي للموضوع وجهة خاصة جدا. إنها الوجهة التي تريد تعيين ما به يتأكد الوجود الإنساني ولا تكتفي ببعض الخصوصيات المميزة، مثل القول بالذات أو الأنا أو غيرهما من العبارات الدالة على إنسانية الإنسان في البحوث الفلسفية القديمة والحديثة والمعاصرة. وإذا كانت فلسفات الذات هي الأكثر قربا إلى المسألة والأكثر تعبيرا عن خصائصها، فإن مبحث الإنية يبقى دوما المبحث الأكثر توكيدا، لأنه الأجدر بسؤال الإنسان في حقيقة وجوده.

زهير المدنيني
9789973432353
50 عناصر

البيانات

عدد الصفحات
186
الحجم
15*23
الوزن
0.284 كغ
سنة النشر
2010
دار النشر
مكتبة علاء الدين

تحميل

الفهرس

فهرس إنية الإنساني ومنزلة الآخر

تحميل (29.62k)

قد يعجبك ايضا

مختارات من الكتب ضمن مركز الاهتمام المطلوب
التوصيل مؤمن

التوصيل مؤمن مع شركة أرامكس

الإرجاع المجاني

الإرجاع مجاني في حالة خلل بالكتاب في غضون 30 يوم

التسليم داخل تونس

مواعيد التسليم : من 24 إلى 48 ساعة

التسليم خارج تونس

مواعيد التسليم : أسبوع كأقصى تقدير