.... إذا كان المؤلف هو الذي يحتل السيادة في النقد الأدبي التقليدي على حساب القارئ المؤول فإن النقد الحديث أعاد الاعتبار إلى القارئ وأولاه المكانة التي هو جدير بها. وصارت مسألة القراءة تحتل منزلة مرموقة في أوساط النقد الأدبي في الزمن المعاصر خاصة، منذ ستينات القرن العشرين وسبعيناته. وقد أفردت لها مدارس وتيارات في العقود الأخيرة لما لها من أهمية في مجال الإبداع والنقد الأدبيين. ولكن التيارات تعدّدت والتسميات كثرت وتعريفات القراءة والقارئ وماهياتهما تداخلت ووراء انعدام الثبات الاصطلاحي وتعدد الآراء التنظيرية والمفاهيم المتعلقة بالقارئ المناط بعهدته العمل التأويلي، يقف الدارس حائرا وسط كم هائل من المصطلحات متصلة كلها بالقارئ، علاوة على اللبس المحيط بالمفهوم، لأن عمل القراءة قد يتعدى المكتوب إلى الرسوم واللوحات وشتى أنواع الفنون، ويزداد الأمر تعقيدا حين يتعدى هذا العمل الخطاب المكتوب إلى الخطاب الشفوي، ناهيك عن اختلاف المصطلح بين اللسانيين وأهل الأدب وعلماء الاجتماع والسرديين. فالقارئ قد يعني الكائن الموجود خارج النص أو الممسك بالكتاب بعبارة ميشال شارل وقد يغدو كائنا مجردا ضمنيًا ماثلا في لغة الخطاب ويتشكل في ثنايا اللغة أثناء تشكل النص ذاته بعبارة آيزر.
والقارئ يختلف معناه من منظر إلى آخر ومن تيار إلى آخر، وإن اتفق جميع ممثلي نظرية التلقي على دوره الرئيس في خلق النص أو إعادة خلقه. 
دليلة شقرون
9789938031164
50 عناصر

البيانات

عدد الصفحات
304
الحجم
15*23
الوزن
0.428 كغ
سنة النشر
2024
دار النشر
مكتبة علاء الدين

قد يعجبك ايضا

مختارات من الكتب ضمن مركز الاهتمام المطلوب
التوصيل مؤمن

التوصيل مؤمن مع شركة أرامكس

الإرجاع المجاني

الإرجاع مجاني في حالة خلل بالكتاب في غضون 30 يوم

التسليم داخل تونس

مواعيد التسليم : من 24 إلى 48 ساعة

التسليم خارج تونس

مواعيد التسليم : أسبوع كأقصى تقدير