تقارير الدولة السرية عن دولة الفساد: الحقائق الممنوعة (الجزء الثاني)
الرقم المرجعي : 9789938880441
- Write a review
هكذا إذن تضع صحيفة السلطة الرابعة مرّة أخرى من خلال أعمالها الاستقصائية كلّ أمام مسؤوليته بعيدا عن أي ضرب من الحسابات طالما كانت البوصلة مؤشّرة طيلة رحلة إنجاز العمل نحو المصلحة العامة.
تضع من خلال هذا العمل بين يدي الباحثين والدارسين والجهات الرسمية الأمنيّة منها والقضائية مادة خاما يستحيل جمعها وتوضيبها في مؤلّف واحد لتكون منطلقا لفهم آليات عمل مختلف مكونات دولة «الفساد»، وأيضا منطلقا لتحديد المسؤوليات في أعمال نهب المال العام وإفقار البلاد والعباد.
توطدت العلاقة خلال السنوات الأخيرة أكثر فأكثر بين الصحفيين العاملين في مجال كشف الفساد وبين إطارات بالإدارة التونسيّة صارت مؤمنة بأنه لا أمل في مكافحة الطاعون المذكور من خلال المجالس التأديبية العادية والإحالات القضائية. فقد أصبحت القناعة مشتركة بين الطرفين بأنّ التشهير بالفساد ومرتكبيه قد يكون الأكثر جدوى من خلال فضحهم ومن ثمّة إلزام رؤسائهم بتتبعهم قضائيا حتى لا يتم اعتبارهم متواطئين معهم. وبالرغم من غياب أرقام إحصائية عن مدى جدوى عمليات التسريب للجهات الصحفية في الحد من توسع دائرة الفساد، فإن التعاون بين الطرفين وبرغم كل المخاطر الحافة به، قد أصبح ممارسة اعتيادية. تلك هي إحدى إضافات الصحافة الاستقصائية الناشئة محليا وتلك إحدى مكارم ثورة الحرية والكرامة التي رسخت قيم الشفافية والحوكمة الرشيدة. فالمرسوم 115 الصادر في 2 نوفمبر 2011 والمتعلق بحرية الصحافة، لا يمكن إلا أن يعتبر أحد عناوين الثورة التونسية لما احتواه من ضمانات وحصانة للصحفيين أثناء القيام بواجبهم بما جعلهم اليوم المبادرين في ترسيخ قيم المراقبة والمحاسبة لأداء الهياكل الرسمية دونما وجل من عواقب ما ينشرونه، بل المرسوم حام وضامن للمصادر التي تمد الصحفيين بالمعلومات والمعطيات، حيث يسمح للآخرين بالامتناع عن ذكر أسماء مصادرهم حتى وإن كان أمام جهات تحقيقية.
البيانات
- عدد الصفحات
- 144
- الحجم
- 15*21
- الوزن
- 0.210 كغ
- سنة النشر
- 2016
- دار النشر
- دار ميارة للنشر والتوزيع
قد يعجبك ايضا
التوصيل مؤمن مع شركة أرامكس
الإرجاع مجاني في حالة خلل بالكتاب في غضون 30 يوم
مواعيد التسليم : من 24 إلى 48 ساعة
مواعيد التسليم : أسبوع كأقصى تقدير