أوقاف الحرمين الشريفين بالبلاد التونسية زمن الاستعمار الفرنسي 1881-1956
الرقم المرجعي : 9789938898170
- Write a review
جالت يد الحبس في قسم كبير من عقار البلاد التونسية لما كان عليه أهلها - عبر العصور - من الميل إلى تحبيس أملاكهم، فصار بذلك إلى الحبسية معظم العقار التونسي، بأن حبس التونسيون العديد من ممتلكاتهم على منشآت ومؤسسات عمومية ومرافق ذات خدمات اجتماعية جليلة ضماناً منهم لموارد قارة تضمن أدائها لمهامها واستمرار النفع بها، فكان أن خص الحرمان الشريفان بالعديد من الموقوفات سواء من العتب أو العقارات التي توزعت على معظم مختلف جهات البلاد مع تفاوت بين بينها حكمته بالخصوص خصوصيات اجتماعية واقتصادية محلية حددها نمط العيش وطبيعة العلاقات التي حكمت سكانها.
...إن للتحبيس -في بعض جوانبه- معنى دينيا يضفي عليه نزعة روحية تكسب الموقوف قدسية يحرم انتهاكها باعتباره «حبسًا مؤبدا، ووقفا حرامًا سرمدا لا يبدل عن طريقه ولا يغير عن سبيله»، فيكتسب الحبس -بذلك- حماية تجعله «لا يباع ولا يوهب ولا يورث إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها»، وهي حدود تحول دون المساس به، «فمن بدله بعد ما سمعه فإنما أثمه على الذين يبذلونه. أو سعى في تغييره فالله حسيبه وولي الانتقام منه»!...
فإلى أي مدى ستكون قدسية الحدود الحامية لأوقاف الجانب المذكور كافية للحيلولة دون انتزاعها من قبل العناصر البورجوازية الفرنسية الوافدة والتي لا معنى -بالنسبة إليها- لا «لأعمال البر» ولا «للصدقة الجارية» وغيرها من القيم المحلية، إذ لا هم للعناصر المشار اليها إلا تحقيق الأرباح والاثراء الشريع ولو على حساب ما يعده المحليون مقدساً؟ وهل بامكان «اللات الثلاث» (لا يوهب، لا يياع، لايرهن) أن تحول دون «تدنيس» المعمرين لأوقاف الحرمين؟
البيانات
- عدد الصفحات
- 622
- الحجم
- 16*24
- الوزن
- 1.093 كغ
- سنة النشر
- 2015
- دار النشر
- مجمع الأطرش للكتاب المختص
قد يعجبك ايضا
التوصيل مؤمن مع شركة أرامكس
الإرجاع مجاني في حالة خلل بالكتاب في غضون 30 يوم
مواعيد التسليم : من 24 إلى 48 ساعة
مواعيد التسليم : أسبوع كأقصى تقدير