سياق الحال بين التنظير والتوظيف في فهم خطاب القرآن والسنة لدى ابن عاشور

حاولنا في هذا الكتاب البرهنة على وجود نظرية سياق الحال من حيث العموم ، ومن حيث الخصوص ، فأما من حيث العموم فبحثنا في ثنايا ما قدمه الأصوليين من تنظير محكم لآليات تحليل خطابات القرآن الكريم والسنة النبوية ، وذكرهم لآلية سياق الحال باعتبارها آلية من آليات تحليل هذا الخطاب ، ولنبين أيضا أن العلامة ابن عاشور هو امتداد لهذه المدرسة الأصولية التي لم تغفل عن هذه الآلية في تحليلها لخطابات القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة . أما من حيث الخصوص فبحثنا نظريا وتوظيفيا في كتب العلامة ابن عاشور . فنظريا حاولنا لملمة شتات نظرية سياق الحال ومكوناته لديه من خلال كتبه المتنوعة : ( موجز البلاغة ، شرح المقدمة المرزوقية ، مقاصد الشريعة الإسلامية ، التحرير والتنوير ... ) ، وتوظيفيا قدمنا كيفية إعمال العلامة ابن عاشور لنظرية سياق الحال في تفسيره لخطابات القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وشرحها وتفسيرها واستنباط الأحكام الشرعية منها . وقبل العرض النظري والتوظيفي لسياق الحال لدي العلامة ابن عاشور ، لا بد من عرض موجز للإطار النظري لسياق الحال ومكوناته في الدرس اللساني الحديث.