إن التفكير الصحيح لا يتم إلا في علاقة بالإنسانية جمعاء وبالخصوص بعظماء الإنسانية . نص فعندما نقرأ نصا لإبن رشد فإننا نقيم علاقة مع الفارابي وابن سينا والغزالي ولكن كذلك مع الفرق الإسلامية الكلامية وكذلك مع كل القارئين لنصوص ابن رشد وخاصة ابن ميمون . فمن الطبيعي أن نقيم مقارنة بين النظيريتين وأن نتبين الخيط الهادي الذي يجمعها فنوضح نص ابن ميمون بنصوص ابن رشد ولكن كذلك نفهم ابن رشد على ضوء نصوص ابن ميمون خاصة وأن نص « دلالة الحائرين » الذي اعتمدناه في هذا البحث يتميز بوضوحه ومنهجيته بالاضافة إلى أن ابن رشد وابن ميمون يعتمدان على نفس الشارح لنص أرسطو وهو « الإسكندر الأفروديسي » . لا ندعي أن نصوص ابن رشد أقل وضوحا ومنهجية من نصوص ابن ميمون ولكن بالنسبة لموضوع البحث وبالنسبة للكاتبين المدروسين وجدنا أن تحليل العلاقة بين الفلسفة وعلم الكلام يزداد وضوحا ودقة بمقارنة النصين.