وقد جاء الإسلام برسالة التوحيد وعبادة إله واحد، لكنه في نفس الوقت، وفي تجاوز للديانات السماوية السابقة، ركز على مكارم الأخلاق" من خلال ما صدح به الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم قائلا: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". وفي الواقع لا تقتصر "مكارم الأخلاق" هذه، حسب ما يتم تداوله على: "الصدق" و"الوفاء" و" الأمانة" و"الكرم عند المقدرة" و"إغاثة المحتاج والمستجير" فقط بل وأيضا وأساسا على احترام قواعد العيش المشترك التي تنبني على انعدام الضرر والضرار" بالنسبة للآخرين، وفي تنظيم العلاقات الأسرية والاجتماعية على أسس صحيحة .......
بقلم أ.د. إبراهيم جدلة
لم يعد حضور سؤال الأخلاق في سياق العولمة ترفًا فكريا أو انشغالا هامشيا في مدارات التنظير الفلسفي، بل أضحى مظهرًا جليا لأزمة وجودية عميقة تمس الإنسان المعاصر في جوهر كيانه الوجودي والروحي. فقد بات هذا السؤال يتصدر مشهدًا تتعرض فيه الهوية الإنسانية لعمليات تفكيك مستمرة، تُربك ثوابتها الأخلاقية، وتزعزع مرجعياتها الرمزية، وتعيد تشكيلها وفق منطق خارجي لا يستند بالضرورة إلى الوعي الذاتي أو المسؤولية الفردية".
بقلم د. محمد المدنيني
بالنظر إلى أن تكريس مكارم الأخلاق في زمن العولمة يتطلب تكاتف جهود مختلف الفئات المجتمعية في مجال إعادة الاعتبار للقيم الإنسانية النبيلة، والتأكيد على أن العولمة ليست بالضرورة تهديدا للقيم، بل فرصة لتعزيزها وتوسيع نطاقها عالميًا، فإنه يجب في سياق متصل تعميق الوعي أكثر فأكثر بحتمية العمل على أن تكون المكاسب الإنسانية أكثر أهمية من المكاسب الاقتصادية أو التكنولوجية".