لقد اتخذت المواقف من العنف السياسي وجهتين متناقضتين: الأولى تدعمه والثانية ترفضه، وبغض النظر عن وجاهة الموقفين وقدرتهما على التأثير في الواقع وتغييره، فإننا نؤكد أن العنف لم يتوقف، بل تجلى في أشكال متنوعة مرفوضة حتى من لدن الفئات التي اقترحته سبيلا لتثبيت السلطة وتحقيق استقرارها. وبدت الكتابة حول العنف لا جدوى منها ولا طائل من ورائها بالنسبة إلى الذين ينتظرون أن يكون لها دور في الحد من العنف، أما بالنسبة إلى الذين يطلبون المتعة الفنية والحكايات المشوقة والمسامرات فقد وجدوا في مشاهد العنف ما حققوا به مقاصدهم.

فهل يعني ذلك فشل المفكر في التأثير في صاحب السلطة أم يعني أن السياسي لا يقرأ ما يكتبه صاحب القلم او قراه ولم يعره اهتماما ولم يستفد منه ولم يعمل به؟

وبمعنى آخر لماذا لم تستطع الدعوات الرافضة للعنف والبدائل المقترحة أن توقفه أو تحد منه على الأقل؟ هل لأن أصحابها رفعوا سقف المطالب والمقترحات أم لأنهم طرحوا أماني يصعب تحققها؟

وهل على الأدباء والمؤرخين أن يعترفوا بعجزهم عن مواجهة العنف وأن يقروا بمحدودية إمكاناتهم اللغوية والبلاغية التخييلية والتسجيلية في ضبط العنف وتقييده؟

وهل على المتلقي/ القارئ أن يخفض سلف انتظاراته لنجاح مشروعهم في مواجهة العنف؟

فكلما رفعنا سقف الانتظار وسحر الحلول اصطدمنا بحقيقة الواقع السياسي الأليم واتساع دائرة العنف الموجود فيه، ولعل السؤال الأكثر أهمية: هل يحق لنا أصلا أن نطرح هذه الأسئلة؟ هل هي دليل على عقم الوعي أم هي دليل على عمق المعضلة؟

9789938602531
50 عناصر

البيانات

عدد الصفحات
516
الحجم
15.5*23.5
الوزن
0.768 كغ
سنة النشر
2022
دار النشر
مؤسسة الأطرش للتوزيع - GLD

تحميل

الفهرس

فهرس مواقف المؤرخين والأدباء من العنف السياسي في القرنين الثالث والرابع للهجرة

تحميل (137.73k)

قد يعجبك ايضا

مختارات من الكتب ضمن مركز الاهتمام المطلوب
التوصيل مؤمن

التوصيل مؤمن مع شركة أرامكس

الإرجاع المجاني

الإرجاع مجاني في حالة خلل بالكتاب في غضون 30 يوم

التسليم داخل تونس

مواعيد التسليم : من 24 إلى 48 ساعة

التسليم خارج تونس

مواعيد التسليم : أسبوع كأقصى تقدير