تقوم أطروحة الكتاب على المأزق الذي وقعت فيه السياسات الأوروبية، بوصفها موجهة بالأساس صوب التجارة والأمن، غير مكترثة اكتراثا كافيًا بمسألة التنمية المشتركة، ولا التكامل الإقليمي، ولا دعم ديمقراطية حقيقية في المنطقة العربية. وعلى الرغم من وجود اتفاقيات تجارية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب العربي لما يربو على خمسين عامًا، فإن عدم وجود رؤية طويلة المدى، وعدم كفاية الموارد وقصور الوثائق الرسمية، كل ذلك يُفسّر إلى حدٍ كبير عدم استطاعة الاتحاد الأوروبي دفع عجلة النمو في المغرب العربي.

على أن بلدان المغرب العربي تتحمّل بلا شك كفلا من المسؤولية ثقيلاً لإخفاقها في تناول التحديات الاقتصادية، ومعالجة اختلال التوازن الإقليمي والاجتماعي، وتسوية ما بينها من خلافات وانصرافها عن تحقيق التكامل الإقليمي، وعدم استجابتها لتطلعات مجتمعاتها. وعليه، فالإخفاق في انتشال بلدان المغرب العربي مما تعانيه من ركود اقتصادي وضعف سياسي مسؤولية يتحملها كل من الاتحاد الأوروبي وبلدان المغرب العربي جميعا.

كما أن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي ظلت دون مكانة مجلس التعاون الخليجي الاستراتيجية، وأهمية مصالح الاتحاد الأوروبي واستثماراته المالية... فإذا لم تتمكن أوروبا من أن تعتمد في طريقة تعاملها مع الخليج، موقفًا أبرز، توضح فيه رؤيتها للمنطقة. وتظهر بعض المرونة والقيام بدور فاعل، فإنها تُخلي الساحة للاعبين الآسيويين الجدد في القريب العاجل. وعلى الجانب الآخر، يجب أن تدرك دول الخليج أن اتفاقية التجارة الحرة لن تؤتي ثمارها دون قبول ما يحيط بها من مصاعب وعقبات.

بشارة خضر
9786140118799
50 عناصر

البيانات

عدد الصفحات
320
الحجم
24*17
الوزن
0.494 كغ
سنة النشر
2016
دار النشر
الدار العربية للعلوم ناشرون

تحميل

الفهرس

فهرس أوروبا والعالم العربي رؤية نقدية للسياسات الأوروبية من 1957 إلى 2014

تحميل (33.39k)

قد يعجبك ايضا

مختارات من الكتب ضمن مركز الاهتمام المطلوب
التوصيل مؤمن

التوصيل مؤمن مع شركة أرامكس

الإرجاع المجاني

الإرجاع مجاني في حالة خلل بالكتاب في غضون 30 يوم

التسليم داخل تونس

مواعيد التسليم : من 24 إلى 48 ساعة

التسليم خارج تونس

مواعيد التسليم : أسبوع كأقصى تقدير