تظل معرفة نظام العالم مطلبا تقتضيه حتميات الحياة ذلك أن الجهل به أو عدم الاكتراث بمعرفة قوانينه يخلق إشكالات لا حصر لها، وتجعل الإنسان كائنا مشابها لغيره من المخلوقات غير العاقلة، وهو أمر ترفضه جبلته وإرادته، بل ويرفضه وجوده أصلا، لأنه الباحث فطرة عن سلامة وجوده وأمانه، والساعي قدر الجهد دون كلل إلى السيطرة على مفردات من محيطه وفق المتاح، تأكيدا لجدارته بإنسانية تحيا وتعمل، وتتكلم بما هي عاقلة، ومريدة، ودون عرض الموضوع من زاوية البحث في أولوية تحقق المعرفة بالله تعالى عن معرفة نظام العالم، أو أولوية معرفة نظام العالم عن معرفة الله تعالى، يمكن تناول المسألة وفق مقاصد المبحث، من جهة النظر في الضروري المعرفي في الموضوع، ومدى الحاجة الإنسانية إلى نبورة مساندة ومرشدة للعقل هبة ومنة من خالق الأكوان ومنزل القرآن الكريم لأجل خيري الإنسان في الحال والمآل.