يندرج البحث في إطار التعريف بظاهرة صوفية شهدت انتشارا وامتدادا في أنحاء واسعة من جغرافية البلاد التونسية، وهي: الطريقة القاسمية نسبة لشيخيها بلقاسم بلخيري، توسل البحث بمناهج متعددة المستويات من المحادثة والملاحظة والمعايشة قصد تفكيك المظاهر الطقسية للطريقة والبحث عن الدلالات الرمزية للنشاط الصوفي للطريقة داخل فضاء الزاوية واستنطاق الأدبيات القصائدية لقراءة المنهج التربوي لشيخ الطريقة، هل أنه يمثل امتدادا للطرق الصوفية عبر فعلها التاريخي أم أنه أضاف للفعل الصوفي منهجا مغايرا ومفارقا لمن سبقوه ؟
ليس من المبالغة القول أن الطريقة استطاعت أن تستقطب شرائح اجتماعية متنوعة وفئات عمرية متفاوتة لقوة جذب نشاطها الطقسي وبعدها العرفاني، إلا أن الفعل الصوفي لا نلحظه فاعلا ومؤثرا في الفضاءات العمومية لأن مريد الطريقة ينخرط في الحراك العام خارج الزاوية لذلك لا نلحظ لهم وجودا فاعلا في التأثير على صياغة النمط المجتمعي.