نقدم هذا الكتاب للقارئ على أنه لبنة أولى ومحاولة متواضعة إلى مقاربة تاريخ مدينة عريقة ضاربة في القدم والأصالة وهي مدينة دار شعبان الفهرى إحدى المدن التونسية التي تقع على الساحل الجنوبي الشرقي للوطن القبلي شرق مدينة نابل المحاذية لها والتي تألف اسمها من علمين جمعت بينهما المصاهرة والمرابطة على خدمة الوطن والدين، وهذا الكتاب على اختصاره قد حوى ما يحتاج إليه القارئ العادي من معرفة المصطلحات الصوفية والدينية التي لها علاقة بتاريخ المدينة وتاريخ تطوّر طريقتها الشهيرة «وحق سيدي الفهري» إضافة إلى أن الكتاب يمثل أيضا شهادة تاريخية من الشيخ أحمد بوعكاز الزيتوني الذي ترعرع ودرس في الزاوية الفهرية وكان شاهد عصر على تطورها خصوصا وأنه ينحدر من أسرة كان فيها من يشغل منصب رئيس الطريقة الفهرية التي ظلت طريقة محلية مغمورة سعى هذا الكتاب إلى اضاءة بعض جوانب أصولها الدينية وتاريخها وذلك في إطار سعيه إلى توثيق ما وصلنا عن تاريخ المدينة وعن سيرة علميها القائد شعبان مشماش والمرابط أحمد الفهري.