قضايا فلسفية معاصرة: الحرية - المسؤولية
الرقم المرجعي : 9789938858426
- Write a review
- هل ليس العدم هو الأساس الأنطولوجي الحقيقي للحرّية (كما ذهب إلى ذلك شلينغ، سكرتان، دوستويفسكي، هيدجّر سارتر...) وليس الضّرورة كما كان سائدا حتّى هيجل؟
- أليست الحرّية الإنسانيّة هي المصدر النّهائي للشّرّ كما ذهب إلى ذلك لايبنتس وكانط؟
- ما قيمةُ قيمةٍ لا يسعها إلاّ أن تظلّ مجرّد فكرة، بالمعنى الكانطي، في رؤوس قادرة فقط على الحركة الذاتيّة؟
- ماهي القيمة الموضوعيّة لاعتقاد جوناس، كاعتقاد غيره من أصحاب النّوايا الحسنة، في أنّنا متى استدللنا، لصالح المبادئ التي يجب اتّباعها في ممارسة المسؤوليّة، بحجج لا يمكن لعاقل إنكارها، فإنّ أولي الأمر والنّهي سيكونون مقبلين بحماسة كاملة على انتهاج سياسة مطابقة وخدومة لتلك المسؤوليّة الإيتيكيّة؟
لقد أعطيت الحرّية عدّة تعريفات وكان كلّ تعريف يعرب، بشكل أو بآخر، داخل كلّ فلسفة أو نسق فلسفي، عن موقف صاحبه من مسألة وجود الحرّيّة وأساسها الأنطولوجي. ذلك بأنّ مختلف التّحديدات ترتدّ في النّهاية إلى الإفصاح عن مواقف أصحابها المتراوحة بين إثبات وجود الحرّية ونفي ذلك الوجود بالذّات أو اعتبار الوسط العدل في ذلك وهو ما يعني القول بنسبيتها من جهة تضمّنها معنى ضدّها ونعني بالضّبط الضّرورة.
والحقّ أنّ هذا التّصوّر الديالكتيكي للحرّية المعرب عن رؤية معتدلة وأكثر عمقا قد وجد الكثير من دلالاته و أدلّته سواء في ما تعلّق بصلة الإنسان بالإنسان (أي باعتبار الحرّية في أبعادها المدنية أو السياسيّة أو الأخلاقيّة) أو ما تعلّق منها بصلة الإنسان بالطّبيعة.
(...) لا شكّ عندنا، إلى حدّ البداهة، في أنّه من الواجب المتأكّد أنّ المسؤوليّة لا يمكن تحميلها إلاّ لمن يملك عقلا سليما، أي درجة كافية من القدرة الذّهنيّة على التّحليل والتّمييز بين المفيد والضّارّ، أو بين الخير والشرّ. فالطّفل غير الرّاشد وكذلك المعاق ذهنيّا والمختلّ لا يجوز عقلا اعتبارهم مسؤولين عن سلوكاتهم أو أفعالهم الّتي قد تشكّل خطرا عليهم أو على حياة الآخرين أو ممتلكاتهم. فالمسؤوليّة في مثل هذه الحالات، لو حدثت، إنّما يجب أن يتحمّلها ذووهم أو هيآت المجتمع المدني أو السّلطات الّتي عليها أن تسهر على سلامة المجتمع وكلّ فرد فيه.
كذلك، ولنفس السّبب، لا يمكن أن يحشر في زمرة المسؤولين كلّ من يتصرّف في حالة من اللاّوعي مثل النّائم الماشي أو الحالم أو النّائم بمفعول مخدّر أو منوّم مغناطيسي. غير أنّ ذلك لا يسمح بأن نعتبر في عداد هؤلاء، أو أولئك، المختمر العربيد أو الخاضع لسلطان الهوى لأنّهما، في الأصل، قد رغبا في ذلك عن وعي وسابق إضمار...
البيانات
- عدد الصفحات
- 176
- الحجم
- 15.5*23.5
- الوزن
- 0,285 كغ
- سنة النشر
- 2012
- دار النشر
- مجمع الأطرش للكتاب المختص
قد يعجبك ايضا
التوصيل مؤمن مع شركة أرامكس
الإرجاع مجاني في حالة خلل بالكتاب في غضون 30 يوم
مواعيد التسليم : من 24 إلى 48 ساعة
مواعيد التسليم : أسبوع كأقصى تقدير