إن السيميائيات العامة توفر الأساس البنيوي لفهم الأنظمة الرمزية والمعاني الكامنة في النصوص، في حين تسهم السيميائيات التأويلية في توسيع هذا الفهم من خلال الانفتاح على السياقات الثقافية والاجتماعية التي تؤثر في تأويل المتلقي للعلامات. وإن الجمع بين السيميائيات العامة والسيميائيات التأويلية يمكن الباحثين من تحقيق رؤية متكاملة لفهم كيفية إنتاج العلامات المعاني وتأويلها عبر السياقات المختلفة. لهذا يهدف هذا الكتاب إلى استكشاف الصلات العميقة بين السيميائية والتأويل السيميائي، وكيفية إسهام العلاقة بين النظرية السيميائية والممارسات التأويلية في تحليل النصوص والظواهر الثقافية والاجتماعية، من خلال تناول مفاهيم مثل العلامة والبنية، والنص، والدلالة، ويسعى هذا العمل في الآن نفسه، إلى تقديم رؤية شاملة لفهم كيفية تكوين المعاني وتأويلها في النصوص الأدبية، على أن هذا الكتاب، الذي أضعه بين يدي المهتمين بالتأويل السيميائي، لا يكتفي بطرح التصورات والمفاهيم النظرية المتعلقة بالسيميائية عامة والسيميائيات التأويلية بل يلاحقها في لحظة اشتغالها الفعلية على النصوص.