أبو العرب التميمي القيرواني وجهوده في خدمة الحديث النبوي بأفريقية 250-333ه

فإن دراسات السنة في الوقت الحاضر تتجه إلى الاهتمام بالدراسات المناطقية التي تُعنى بمعرفة تاريخ الحديث في كل إقليم إسلامي على يدة ، فوقع التركيز على هذه الدوائر للتعريف برجالها ومنجزاتهم وبيان دور هذه المناطق في إغناء الدراسات الحديثية وتطويرها ، ورصد سبل التواصل بينها وما يرتبط بذلك من تأثير وتأثر . في هذا الإطار اختار الباحث الموفق الأستاذ علي بن محمد بنعون أن يشتغل على موضوع أبي العرب التميمي القيرواني وجهوده في خدمة الحديث النبوي بإفريقية . وأبو العرب هو أحد رموز الحديث في عصره ، ومن شيوخ هذا الفن وحفاظه بإفريقية ، وإليه يعود الفضل الأكبر في توثيق تاريخ هذا العلم ورجاله ببلده تونس إلى حدود الثلث الأول من القرن الرابع الهجري . وقد وفى الباحث بمقاصد دراسته لهذه الشخصية الفذة ، والمتمثلة في تقديم صورة متكاملة عن جهود هذا الرجل في خدمة دراسات الحديث في عصره في تونس . وصاغ ذل ذلك كله ، وهيكل مادته ، وفصل مسائله وضبط حيثياته وأبرز نتائجه على نحو مترابط منطقيا للإجابة عن أسئلة أساسية متسلسلة يغطي مجموعها مفردات الكتاب كلها ، وملخصها : من هو أبو العرب ؟ وما الذي قدمه ؟ وما قيمة عمله ؟ وكان الأستاذ الباحث في كل ذلك دارسًا محققا أكثر منه ناقلا جماعة ، فمع محدودية المادة الوثائقية المتاحة حول بحثه إلا أن استثاره الجيد لها تمحيصا وتحليلا واستنتاجا ، أكسب عمله أهميته وخصوصيته في بابه .