العمل ضمـن هـذا الأثـر لـم يـكـن القـصـد منـه تلخيص ما تحتويه الكثيـر مـن المؤلفات المتوفرة بالمكتبات وعلى ف منـه عـرض أفـكـار لـم يسبقني فـي عرضهـا غيـري . . وإني أعتبره مساهمة متواضعة مني في إثراء الفكر السياسي وفي عـن بـديـل لأنظمـة الحكم السائدة ، يقدر على القطع مع صيغ النظـم الـبـالـيـة التي قامت على الاستبداد فأنتجت ويضمـن تجاوز ما تعانيه الديمقراطيـة مـن نـقـائـص تحول دونهـا وإدراك مرحلة الرشاد رغـم مـا أهدته للبشرية من فضائل ومزايا ، ومـا تحقق في ظلهـا مـن حريـة وعـدل ومساواة وأمـن وتطور . . ري هو كل ذلك انطلاقاً من مسلمة أؤمـن بـهـا تـقـول إن الفكر الإنساني متطـور أبـدا . . لا حد لتطـوره . . وكل في مرحلة زمنيـة مـا ، أن أي فكـر أو فعـل المنتهى ، لا فكـر بعـده ولا فعل خلافه ، فقد في ذات اللحظة ، واحتكم للتخلف والانحطاط والتبعية . . وانطلاقاً أيـضـا مـن إيمانـي الـراسـخ بـأن على الإنسـان دوما أن ينظـر لـكـل المسائل كبيـرة كانت أو صغيرة . . بسيطة كانت أو مركبـة ، بعقلـه الـذي تحكـمـه مـؤثـرات الزمان والمكان وحيثيـات تـفـاعـل النـاس والمجتمعـات مـن حوله ، لا بعقـل غـيـره الـذي أبدع خلال ما مضى مـن تفاعلا مع ماضـي الزمـان وماضي المكان وماضي حيثيات تفاعل الناس والمجتمعات من حوله.