لم يكن البدء بأرسطو قصْد التّأريخ، كما لا يكون البدء بسيبويْه، في دراسة الصّناعة النّحويّة، قصْد التّأريخ. ولكن ينبعث الدّارسون إلى أرسطو وسيبويْه، بأسباب من نظريّة المعرفة وأصولِها. ومتى تناولت الإبستيمولوجيا صناعتَي النّحو والمنطق، فالغالب أنّها تَجِدهما صناعتَين في جنْسٍ عامّ هو اللّغة ومفاهيمها العِرفانيّة ومقولاتها العقْليّة، غير أنّ الصّناعة النّحويّة مادّتُها اللّغة الطّبيعيّة وأنظِمتُها اللّسانيّة، وأنّ الصّناعةَ المنطقيّة مادّتُها اللّغة الصُّوريّة وأنظِمتها من المفاهيم العقْليّة وأنظمتُها الإحاليّة والدّلاليّة. هذا، والغالب أنّ الصّناعة النّحويّة تستعمل، في وصْفِها النّظريّ، ألفاظَ اللّغة الطّبيعيّة. وتستعمل الصّناعة المنطقيّة، في ذلك، رموز اللّغة الصُّوريّة. واللّغتان الطّبيعيّة والصُّوريّة منتظمتان بقواعد تركيبيّة وبقواعد دلاليّة. فالدّلالة النّحويّة عِرفانيّة. والدّلالة المنطقيّة إحاليّة صِدقيّة. وتستخدم بعض الدّراسات النّحويّة اللّسانيّة من اللّغة الصُّوريّة، في ما تُنجِزه من وصْف نظريّ. وتستخدم بعض الأنظمة المنطقيّة، في استدلالاتها النّظريّة، ألفاظا من اللّغة الطّبيعيّة. وتعالَج هذه القضايا النّظريّة في متون المعارف التّأصيليّة أو الإبستيمولوجيّة. ولذلك، فكثير من الأنظمة المنطقيّة يَصْلُحُ في ضبْط مَبادئَ وآليّاتٍ للصّناعة النّحويّة ولِفلسفة النّحو ونظريّته المعرفيّة.

9789938205374
50 عناصر

البيانات

عدد الصفحات
358
الحجم
15.5*23.5
الوزن
0,541 كغ
سنة النشر
2023
دار النشر
مجمع الأطرش للكتاب المختص

تحميل

قد يعجبك ايضا

مختارات من الكتب ضمن مركز الاهتمام المطلوب
التوصيل مؤمن

التوصيل مؤمن مع شركة أرامكس

الإرجاع المجاني

الإرجاع مجاني في حالة خلل بالكتاب في غضون 30 يوم

التسليم داخل تونس

مواعيد التسليم : من 24 إلى 48 ساعة

التسليم خارج تونس

مواعيد التسليم : أسبوع كأقصى تقدير