هذا الكتاب ثمرة خبرة طويلة في البحث والتدريس بالجامعة التونسية ألفه صاحبه ونقحه وحككه على فترات متباعدة من الزمان، إذ هو في الأصل مجموعة من المقالات قدمت في مناسبات مختلفة منها ما نشر بمجلات علمية محكمة ومنها ما لم ينشر موضوع الكتاب في الكلمة مفردة ومركبة وهو الموضوع الذي يبحث فيه علم النحو بل إن التصور العام لهذا العلم من حيث خصائصه ووظائفه قائم على كونه جملة القواعد النظامية المسيرة للكلمة مفردة ومركبة إلى غيرها . فهو علم عام ودقيق يكتسب لإدراك مسارات تحوّل الكلمة من حالة الإفراد إلى حالة التركيب وخير من يعرفه النحو بهذا المعنى أبو سعيد الفرحاني (ت 548) في كتابه "المستوفي" حيث يقول : " النحو صناعة علمية ينظر إليها أصحابها في ألفاظ العرب من جهة ما يتألّف بحسب استعمالهم لتعرف النسبة بين صيغة النظم وصورة المعنى فيتوصل بإحداها إلى الأخرى" فالنحو بهذا الاعتبار نظام الأنظمة والمتحكم في جميع صنوف النظم والإنشاء بل حتى في تأويل الوجوه المعنوية للمفردة مركبة.