عرفت العقود الأخيرة من القرن الماضي أحداثا متلاحقة وتطورات سريعة جعلت عملية التغيير أمرا حتميا في معظم دول العالم، وقد انتاب القلق بعض المجتمعات من هذا التغيير السريع ولذلك زاد اهتمامها بالتربية على المواطنة، وأخذ يستحوذ على عناية المفكرين والعاملين في الحقل التربوي، وبشكل ملحوظ في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين الذي اتسم باختلاف القيم وقواعد السلوك وتنامي العنف وتفكك العلاقات وتشابك المصالح.
على هذا الاعتبار، فإننا نعتقد أن التربية بوجه عام، والتربية الاجتماعية بوجه خاص، تشكل الحجر الأساس في بناء المواطن، لأن التربية على المواطنة خلال هذه الألفية الثالثة تتجه نحو الاعتماد على مبادئ عامة للحقوق والواجبات التي تمارس في إطار ديمقراطي شامل، وتتجسد في علاقة المواطن مع وطنه من جهة ودولته من جهة أخرى، بالإضافة إلى العمل على تشكيل الفرد في بعده الإنساني، حتى يصبح قادرا على مواجهة الاجتياح العالمي والتكيف مع المجتمع الدولي والمشاركة في إرساء ثقافة ذات خصوصية محلية تعبر على أنها رافد بناء لثقافة معولمة لا ينبغي أن تمارس التمايز أو الإقصاء الثقافي.
ذلك أن الأحداث التي عرفها المجتمع التونسي والتحولات التي هزت كيانه على أكثر من صعيد، انتجت واقعا جديدا يقيم من قبل المختصين إيجابا أو سلبا، وانعكس على الفئات التي ارتبطت مصائرها بهذا الواقع الجديد، نخص بالذكر منها فئة الطفولة والشباب، وما لها من انتظارات وتداعيات ودرجة انخراط أو تخل أو انسحاب أو سخط، انتجت واقعا سوسيولوجيا مزعجا وعلاقات عنفية متشنجة، كما انتجت ظواهر تبدو احتجاجية أكثر تطرفا وأشدّ عنفا. هذه الأحداث جميعها ساهمت بشكل كبير في التساؤل عن ضرورة احترام معنى المواطنة، وضرورة وضع ما تم التعارف على تسميته بالعقد الاجتماعي.

9789938604498
50 عناصر

البيانات

عدد الصفحات
330
الحجم
15.5*23.5
الوزن
0.499 كغ
سنة النشر
2023
دار النشر
مؤسسة الأطرش للتوزيع - GLD

قد يعجبك ايضا

مختارات من الكتب ضمن مركز الاهتمام المطلوب
التوصيل مؤمن

التوصيل مؤمن مع شركة أرامكس

الإرجاع المجاني

الإرجاع مجاني في حالة خلل بالكتاب في غضون 30 يوم

التسليم داخل تونس

مواعيد التسليم : من 24 إلى 48 ساعة

التسليم خارج تونس

مواعيد التسليم : أسبوع كأقصى تقدير