الحداثة الخجولة
الرقم المرجعي : 9789938898972
- Write a review
بدا العالم وكأنه لم يعد العالم نفسه. ولم يعد الأمر يقتصر على سقوط كتلة (الاشتراكية) وصعود أخرى (الليبرالية) وإنما يتعلق "بمورفولوجيا جديدة للنوع الإنساني مدفوعة بدلالة الحضارة الواحدة أو القرية الواحدة تفاوتا أوتفاضلا عن غيرها من الحضارات السابقة. ويقودها اعتقاد راسخ أنها التجسيد الفعلي للعالمية أو الكونية طالما أنها حسمت أمر تعارض الخاص. والعام عن طريق التوجه نحو الإنسانية". فكان النمط الأمبراطوري -هكذا اعتقدت- هو التشكيل المناسب والأختيار الأمثل لاستيعاب هذه الإنسانية.
ليس غريبا أن يجد الحديث عن مشروع الأمبراطورية مسوغاته في ذاك الاهتمام بالمسألة الحضارية حيث يجري تداول فكرة التماثل والمغايرة بين الحضارات. وكلا الموقفين يفترضان الكونية أو الأمبراطورية بما هما مرحلة عليا للمدنية. فاذا كانت راهـنية التاريخ العالمي المعاصر مقامة على كونية المدنية أو المدنية الـمـكـونـنة فهي مقامة كذلك على عسكرة الأمبراطورية. فما الذي يباعد اذن بين تاريخنا المعاصر وبين التاريخ الوسيط أوالقديم؟ هل ما زال معنى لمسوغات الـقـول أن الحداثة حالة تختلف عما سبقها من الأزمنة؟ أية حداثة تقوم على مـنـطـق الـقـوة الـعارية مـن كـل الأقـنـعة؟ هل صارت البربرية أفق الـقـديـم والـوسيط والحديث والمعاصر؟؟؟ هل مازال معني للدفاع عن المواطنة العالمية، حيث يجب أن يتمتع الفرد بحقوقه بطريقة مستقلة. عـن كل انتماء؟ هل استطاع إقرار النظام الجمهوري، أن يمنع الحرب والعنصرية؟.
نقول هذا حتى نتجاوز أدلجة الحداثة. فليست المسألة مجرد التبشير بأن العالم يلج القرية الكونية ولكن أن يكون ولوجه حواريا، تسامحيا، تنوعيا وليس ضرورة اختلافيا، ومن ثمة يمكن الحديث عن عقد اجتماعي عالمي قادر على منع ظهور الوحشية والبربرية، وضروب أقنعتها المختلفة التي ليست شيئا جديدا في مسيرة تاريخ البشرية. فيغدو السؤال الأعمق هو التالي: ما الذي يدفع حقا إلى النظردوما إلى فكرة بناء الأمبراطورية من وجهة تصارعية فقط؟
البيانات
- عدد الصفحات
- 184
- الحجم
- 15.5*23.5
- الوزن
- 0.290 كغ
- سنة النشر
- 2016
- دار النشر
- مجمع الأطرش للكتاب المختص
قد يعجبك ايضا
التوصيل مؤمن مع شركة أرامكس
الإرجاع مجاني في حالة خلل بالكتاب في غضون 30 يوم
مواعيد التسليم : من 24 إلى 48 ساعة
مواعيد التسليم : أسبوع كأقصى تقدير