ليس غريبا أن يجد الحديث عن مشروع الأمبراطورية مسوغاته في ذاك الاهتمام بالمسألة الحضارية حيث يجري تداول فكرة التماثل والمغايرة بين الحضارات. وكلا الموقفين يفترضان الكونية أو الأمبراطورية بما هما مرحلة عليا للمدنية. فاذا كانت راهـنية التاريخ العالمي المعاصر مقامة على كونية المدنية أو المدنية الـمـكـونـنة فهي مقامة كذلك على عسكرة الأمبراطورية. فما الذي يباعد اذن بين تاريخنا المعاصر وبين التاريخ الوسيط أوالقديم؟ هل ما زال معنى لمسوغات الـقـول أن الحداثة حالة تختلف عما سبقها من الأزمنة؟ أية حداثة تقوم على مـنـطـق الـقـوة الـعارية مـن كـل الأقـنـعة؟ هل صارت البربرية أفق الـقـديـم والـوسيط والحديث والمعاصر؟؟؟ هل مازال معني للدفاع عن المواطنة العالمية، حيث يجب أن يتمتع الفرد بحقوقه بطريقة مستقلة. عـن كل انتماء؟ هل استطاع إقرار النظام الجمهوري، أن يمنع الحرب والعنصرية؟.

نقول هذا حتى نتجاوز أدلجة الحداثة. فليست المسألة مجرد التبشير بأن العالم يلج القرية الكونية ولكن أن يكون ولوجه حواريا، تسامحيا، تنوعيا وليس ضرورة اختلافيا، ومن ثمة يمكن الحديث عن عقد اجتماعي عالمي قادر على منع ظهور الوحشية والبربرية، وضروب أقنعتها المختلفة التي ليست شيئا جديدا في مسيرة تاريخ البشرية. فيغدو السؤال الأعمق هو التالي: ما الذي يدفع حقا إلى النظردوما إلى فكرة بناء الأمبراطورية من وجهة تصارعية فقط؟

9789938898972
50 عناصر

البيانات

عدد الصفحات
184
الحجم
15.5*23.5
الوزن
0.290 كغ
سنة النشر
2016
دار النشر
مجمع الأطرش للكتاب المختص

تحميل

الفهرس

فهرس الحداثة الخجولة

تحميل (17.75k)

قد يعجبك ايضا

مختارات من الكتب ضمن مركز الاهتمام المطلوب
التوصيل مؤمن

التوصيل مؤمن مع شركة أرامكس

الإرجاع المجاني

الإرجاع مجاني في حالة خلل بالكتاب في غضون 30 يوم

التسليم داخل تونس

مواعيد التسليم : من 24 إلى 48 ساعة

التسليم خارج تونس

مواعيد التسليم : أسبوع كأقصى تقدير