يبدو لنا، بادئ ذي بدء، أن التفكير في وجود صلة ما بين الشعر والسحر موضوع يمكن أن يطرحه أحد رجلين : رجل يبهره البحث النظري في الشعر ويعشي بصره، من قبل أن يأخذ فيه، ويغريه الغموض إغراء فيستسلم لهذه المقارنة، من باب الاستسهال والمثالية الهوجاء التي تغيب الظواهر في غيم الرؤيا وخطاب المطلق : وهذا لا خير في ما يأتي به لأنه يدعي «الإبداع» وكلامه كالسراب يحسبه الظمآن ماء.... ورجل آخر يسلك إلى البحث في الشعر مثل هذه السبيل بعد أن يكون اختبر في محاولة استكناهه نتائج المقاربات العلمية وأفاد من منجزاتها ووقف على حدودها ومواطن صمتها ومظاهر قصورها .