عالج الأستاذان الشاذلي الهيشري ومختار العبيدي في هذا الكتاب صنفا من أصناف مقولة الاسم وهو المصدر الصناعي. فهو اسم مشتق من الفعل ومن الاسم بنوعيه المشتق والجامد ومن الحرف ومن الجملة حسب بعض اللغويين . ويعود هذا الاختلاف لتباين المواقف منه وتشعب القضايا التي يطرحها في مستويي التسمية الاصطلاحية والتصوّرات التي يحيل عليها، ففي مستوى التسمية يصاغ الاسم بشكل مخصوص ليقوم بدوره التركيبي ويفيد دلالة موضوعة له وفي مستوى التصورات، فإنّ المصدر الصناعي مصاغ أو مصنوع على غير طبيعة المصادر الأخرى ولا يفيد ما تفيده.
لقد انتشرت هذه الصيغة المهمة في الكتابات الحديثة وأصبحت مفرداتها مادة متواترة الاستعمال من قبيل ديمقراطية حرية إنسانية أوروبية عربية صهيونية ....
بناء على ذلك عرض المؤلفان المصادر الصناعية على مسبار الفحص والتحليل الإعرابي والصرفي (التصريفي والاشتقاقي) ليفهما جواهرها ويدركا حقائقها وأهميتها قديما وحديثا.
وقد ناقشا بدقة متناهية في الجزء الأول من الكتاب آراء القدماء والمحدثين في جميع المسائل التي يطرحها وقدما في الجزء الثاني منه ملحقا معجميا يتضمن قائمة طويلة من المصادر الصناعية باللسانين الإنجليزي والفرنسي مع المقابل العربي والمعاني المستفادة منه بمداخل مختلفة.
إن هذا الكتاب مهم جدا في الدراسات المعجمية بموضوعه النادر وطرحه الطريف ذي الإضافة المعرفية.