علاقة الأم بالطفل من حيث الواقع والقانون: الجزء الأول

الأسرة، الأم، الطفل، علامات كبرى من خلال الإحاطة بها على جميع المستويات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتشريعية تبنى المجتمعات والشعوب، بل هي كانت وستبقى ديدن المفكرين والسياسيين والقانونيين تقريرا منهم بأنها أساس ولبنة أي تصور سليم لمجتمع صحي ومتجانس.

وشخصيا من خلال تجربتي الطويلة في هذا الميدان كأم وكقاضية وكباحثة أدعي أنني أدليت برأيي النظري والعملي من خلال كتاباتي ومهنتي بما أنا عنه قد أكون راضية إلى حد غير قليل وأحيانا يتملكني إحساس بأنني أديت ما اقتنعت به من رسالة بالرغم من أن هذا الهم هو عبارة عن نضال متواصل من خلال أي موقع متاح، ولكن مع الأسف ما لاحظته منذ سنوات يدعو حقيقة إلى إطلاق صرخة فزع وأنا أشاهد هذا البناء التشريعي الضخم بصدد التخلخل نتيجة اهماله على مستوى التنفيذ وعدم تطويره ومتابعته بفعل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المحدثة لآثار عميقة في بنية المجتمع حيث تنامت ظواهر الانحراف لدى الأطفال والتسول واللجوء إلى المخدرات والكحول إلى جانب الانقطاع المبكر عن التعليم وكل هذا هو راجع في تقديري إلى إهمال تطوير ما هو إيجابي في ما كان والبناء عليه وربطه بإيجابية ما هو كائن مع الطفرة الحميدة التي عرفها المجتمع على مستوى ممارسة الحريات العامة والخاصة وتفجر النظرة النقدية والمراقبية التي عمادها نسيج جمعياتي قـوي وفاعل ومن المهم هنا بل من الحيوي إيجـاد تـوازن بين الحق والواجب فإذا كنت و ما أزال من الداعيات لنشر ثقافة حقوق المرأة فلابد أن نطالب في المقابل بواجباتها و أولاها على الاطلاق مسؤوليتها كأم في متابعة أطفالها ومراقبتهم وتربيتهم.

أختم فأقول إن كل هذه العوامل التي فرضتها ربما تداعيات سياسة خلاقة في الأصل ولكن نتجت عنها آثار جانبية غير حميدة كالدواء الذي لابد منه رغم بعض آثاره السلبية هي التي دعتني اليوم إلى إصدار هذا المؤلف إيمانا مني بأن المثقف والحقوقي والمختص عليه واجب التنويه والتذكير والتنبيه، احتراما منه لذاته ورسالته وردا لجميل الوطن الذي جعل منه ما هو فعلا.