لما قتل قابيل أخاه هابيل قتل العدل. ولئن ظل قابيل يبكي أخاه حزنا وندما إلا أن البكاء لا يعيد العدل المقتول. وكان من اللازم للبشرية أن تضع نظما لإرجاع العدل عندما يجار عليه، وإن كانت تلك النظم متشعبة المسالك كما قال "فاليري جيسكار ديستان" رئيس جمهورية فرنسا الأسبق أن "التقاضي غابة يصعب من لا يعرف مسالكها الخروج منها بسلام".
لذلك رأينا من الضروري أن نساهم بهذا المؤلف لتبصير العاملين في الحقل القانوني والعامة أيضا بتلك الطرق حتى يمكن لكل صاحب حق أن يعرف كيف يسلك الطريق الذي يمكن أن يوصله إلى استرجاع حقه المسلوب. وأمر الله سبحانه وتعالى إرجاع الحق لأهله رضائيا أو قضائيا عندما قال:" إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" .