حول التعريب وبعض الإسلاميات

*حول التعريب: (...) ولتعريف القارئ الكريم بمدى المجهود الذي بذله المؤلّف في هذا الكتاب القيّم، يكفيه أن يستعرض الأسماء الآتية الواردة فيه (الحبيب بورقيبة، فاضل الجمالي، الفاضل بن عاشور، محمود المسعدي محمد مزالي، محمد الصيّاح، أحمد الشرفي وغيرهم). وختاما لهذا الجزء الأوّل من الكتاب، فإنّ مؤلّفه يبدو متحمّسا أشدّ ما يكون التحمّس ومناصرا أشدّ ما تكون المناصرة لكلّ ما يمتّ إلى الثقافة العربيّة بصلة لا يشكّ لحظة في إنّها لغة روحيّة وفلسفيّة وأدبيّة، وأنّها لغة علميّة دقيقة، وأنّها ذات جذور ضاربة في تاريخ أمّتنا القديم والحديث، وأنّها لغة القرآن الحاضنة لتراثنا وحضاراتنا وهويّة شعوبنا، وستبقى كذلك كذلك رغم أعدائها وخصومها...

*بعض الإسلاميات: (...) أمّا الجزء الثاني من الكتاب فهو المتعلّق ببعض المسائل ذات الطابع الإسلامي تستهدف في مجملها قضايا خلافيّة بين علماء الدين وبين المفكّرين والسياسيين، والمتمعّن في أسلوب عرضها وطرحها يستخلص نتيجة مبدئيّة هي أنّ الأستاذ الذوّادي ينطلق في حديثه من حسّ شخصي يستند إلى ثوابت الدين والتمسّك بقيم الحضارة العربيّة الإسلاميّة والموروث التاريخي، وهي المبادئ التي لا يمكن أن نحيد عنها أو نتنكّر لها في يوم من الأيّام، بل إنّ الحلّ الأمثل يكمن في سعي الجميع إلى إيجاد توازن وتناغم بين الأسس والثوابت وبين مقتضيات التطوّر والتمادي في متطلّبات العصر والحداثة.