سردية "الميديا الجديدة" في بلاد العرب:النّخب تتزعع.. تتكلّم !

سعى مؤلف الكتاب إلى رسم خريطة معرفية عربية للتكنولوجيات الجديدة للاتصال، من خلال تتبع معالم "سردية كبرى" مفترضة. تحققت هذه الأخيرة بنسق دائري ينطلق من أزمة الميديا القديمة ويعود اليها بعد الشعور بالإحباط على عتبات الميديا الجديدة. كما أضفى على المدونة المشتتة في الزمان والمكان، المكتوبة عنها مساحة نقدية رصينة علمية، خولت له استجلاء "المضمرات النسقية" أو "المسكوت عنه في الخطاب" من جهة، وكذلك سد المساحات الفارغة من جهة أخرى.

اقترح على النخب الفكرية، المزعزعة" في نخبويتها بفعل هذه التكنولوجيات، خريطة طريق لتتجدد هيكليا ولتستعيد أدورها الطلائعية التاريخية، مستئنسا في ذلك بفروض النظرية النقدية لما بعد الإنسان"، بما أنّ هذه النخب - شأنها شأن كافة البشر -تعيش في "الما بعد". وتفادى الانخراط في خطاب نهايات" (آخر) كـ "نهاية النخبة" على سبيل المثال، بالرغم ما أحاله عليه "النقد الذاتي" لأطروحته من ثمار نهايات قديمة (نهاية الصحافة، الميديا التقيليدة، إلخ) وبذور "بدايات جديدة" تستدعي القراءة المتأنية و البحث "المغامر".