... "ويهدف بحثنا إلى المساهمة في بناء أساس نظري لحرية التعبير والصحافة في تونس وإلى تعميق النقاش حول شروط وضع منظومة إعلام حر دائمة يستحيل معها الرجوع إلى الاستبداد. ونأمل أن يصل الحوار إلى تحقيق إجماع على ضمان مجال واسع لحرية صحافة وحرية تعبير وإعلام بما يتلاءم ومقتضيات الانتقال الديمقراطي. وفي الحقيقة، تبدو الحاجة ماسة اليوم، إلى تطوير أساس فلسفي ورؤية فكرية تحررية توجه عمل المشرع في وضع القوانين الحامية للحقوق والحريات وتسند اجتهاد القاضي في ضمان حرية التعبير ضد كل ارتداد بدائي إلى إسكات الأصوات الحرة، وتحفز الالتزام الأخلاقي للنخب والقوى الحية في المجتمع من أجل الدفاع عن قيم الحرية ومواجهة سلوكيات الاستبداد. ويدفعنا هذا الهدف أيضا إلى مزيد تعميق التفكير في مركزية الإعلام الذي نريد له أن يكون وساطة داعمة للنظام الديمقراطي وحارسة له".