إن التعامل مع الثروة في الإسلام يكون في نطاق مقصد كلّي عظيم وهو تقوية شوكة الأمة، وهذا أمر راجع إلى مدى فلاحها في استغلال ثرواتها المالية بغية تحقيق توازناتها الاقتصادية. ولتحقيق مقصد حفظ المال اعتنى الإسلام بمسألة الكسب والإنفاق، حيث أباح للأفراد تحوز المال في نطاق مراعاة الالتزامات المنشئة للعقود.
ولكي تحصل مقاصد التشريعات التي جاء بها الإسلام في نطاق تنظيمه للثروات والمعاملات المتعلقة بها، برع المجتهدون في وضع منظومة اقتصادية إسلامية عرفت بالصيرفة الإسلامية، أو بالمالية الإسلامية كان لها الفضل في إنشاء مصارف تُجرى فيها المعاملات على نمط إسلامي بعيد كل البعد عن النمط الاقتصادي التقليدي.