إن الاجتهاد هو الكفيل بدوام أحكام الشريعة الإسلامية للعصور والأجيال، خاصة إذا كان قائما على منهج سليم ومحكما بضوابط شرعية واضحة. فالعودة إلى الأصول الصحيحة السليمة تأصيل للفكر المنهجي، كما أن غياب المنهج وفقدان الضوابط الشرعية يؤديان إلى الفوضى الفكرية ويفيضان إلى ضياع المقاييس وكثرة التكرار والاجترار وانعدام الرؤية الشاملة وتفسير مقولات الدين بلا فقه ولا علم.
هذا ما آمن به العلامة التونسي الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور الذي شغل عصره بآرائه ومسلكه، ودوى صوته بموقفه، ودعا إلى الاجتهاد في عصر شاع فيه التقليد.